التحول الرقمي في التعليم
د. علاء عبدالخالق حسين المندلاوي
جامعة بغداد / كلية العلوم الإسلامية
مقال علمي لموقع مؤسسة العراقة للثقافة والتنمية
بتاريخ 31/ 7/ 2024
المقدمة:
إن المنظمات المعاصرة عبارة عن نظم تنمو وتتطور وتتغير وتتقدم وتواجه تحديات ومشكلات وعقبات وهي تتطور وتتغير لأنها جزء من عملية تغيير وتطوير واسعة وإن التغيرات والتطورات العالمية وظهور التقنيات الحديثة كان دافعاً مهماً للتغيير وتطلب استخدام أساليب جديدة للتوافق مع التغيرات العالمية وكان لابد من البحث عن أنماط ومناهج جديدة ملائمة للأحداث الجديدة وشمل هذا التغيير والتحول جميع النواحي فكان تحولاً ثقافياً واقتصادياً سياسياً واجتماعياً وتقنياً وكان التحول مطلباً حيوياً
إن أحد الدروس المستفادة من جائحة كورنا هو أن التقنية سوف تضطلع بدور مهم في التعليم كجزء من التحول الرقمي فالتحول الرقمي قادر على خلق بيئة تعليمية فعالة تحقق مخرجات فعالة بأقل تكلفة فلا ينبغي أن تعيش المؤسسات التعليمية بمعزل عن التغيرات العالمية والتطورات التكنولوجية فالتكنولوجيا فرضت نفسها وسيادتها وفعاليتها في تنمية الموارد البشرية فبرامج التعليم التقني من عوامل إيصال المعرفة والعلم لجميع المتعلمين ومصدر من مصادر صياغة الحاضر التعليمي وفلسفة التعليم الرقمي تعمل على نشر الثقافة الرقمية في المؤسسات التعليمية مما يحقق متعلمين نشطين ويساهم في تنمية دوافعهم للتعلم والإنجاز .
فالتحول الرقمي هو من أهم المجالات التي ينبغي على المؤسسات التعليمية تبنيها أن تطبقه ولمواجهة الظروف الطارئة كما حدث أثناء جائحة كورونا اذ كان له دور كبير في استمرار العملية التعليمة في ظل الجائحة كما يعد أحد مخرجات التقنيات الحديثة ويسعى لتحقيق أهدافاً أصبحت من بديهيات الأهداف بسبب ما وفرته التكنولوجيا من سهولة تبادل المعلومات وسهولة تنفيذ الأعمال في أي وقت وأي مكان مما يسهم في تحول الخدمة الروتينية إلى الكترونية وبالتالي يوسع عدد المستفيدين منها وبما يسهم في تحقيق اضافات علمية تساهم في رفع الأداء العلمي للمعلمين ورفع سوية المخرجات التعليمية والتحول من الأساليب التقليدية في طرائق حفظ المعلومات بما يناسب الطلبة فالتحول الرقمي أصبح ضرورة لحل المشكلات التي تواجه المعلمين والطلبة في العملية التعليمية وفي المجالات كافة والقضاء على الروتين ومشكلات
والتعليم الرقمي يتناسب مع النظريات التعليمية مثل البنائية التي أن المتعلم يبني معلوماته من البيئة المحيطة وأن كل متعلم له وسيلة وخصوصية في فهم المعلومة وليس بالضرورة كما يدركها المعلم ويزود المتعلمين بخلفية كافية تساعده الوصول إلى نظرية تربوية حيث يضع المعلم المتعلمين في أحداث تتحدى أفكارهم وتشجعهم على انتاج تفسيرات تساعدهم على وضع أفكارهم الخاصة مما يجعلهم نشيطين في عملية التعلم فالمتعلم لا يمتص المعرفة، بل يبينها عن طريق الخبرات (الهاشمي، 2018: 73)
فالتعليم ليس حفظ المعلومة وتكرارها، بل نقل معلومة للمتعلم الذي يقوم بدوره بمعالجتها وهنا يكون دور المعلم الموجه للعملية التعليمية. ويهدف مقالنا هذا الى توضيح التحول الرقمي وادواتها ومتطلبات استخدامها بنحوٍ مبسط.
الكلمات المفتاحية: التحول الرقمي، التعليم والتكنولوجيا.